- سيد نفسه من لا سيد له
- نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحرارا
- ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
- حيث تكون الحرية يكون الوطن
- ليس من المنطق أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
- إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها
كتب- حاتم أبوالنور:
قال الدكتور طارق شوقى، رئيس المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى، إن للمجلس 5 مهام رئيسية، منها دراسة وبحث وإبداء الرأى فيما تتطلبه مؤسسة الرئاسة فى مجال التعليم والبحث العلمى، وإيجاد حلول عملية وغير تقليدية، وتحضير موجز سياسات لمشكلات التعليم والبحث العلمى فى مصر، وأكد شوقى فى حواره مع «الوطن» أن أكثر من 70% من خريجى التعليم الفنى لا يعرفون كيف يكتبون أسماءهم، وأن مصر تقع ضمن مجموعة دول الـ9 الأكثر أمية حول العالم. ■ ما وظيفة المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى؟ – قبل كل شىء نؤكد أن المجلس لن يهد ما بناه السابقون، وسنقيّم كل التجارب، والصالح منها سنبنى عليه، كما أننا نستهدف الوصول إلى استراتيجية قومية سنأخذ عليها موافقة المجالس النيابية حتى نضمن استمراريتها حال تغيير الحكومات والرؤساء، ولدينا 5 مهام رئيسية عرضناها على الرئيس، تتمثل فى دراسة وبحث وإبداء الرأى فيما تتطلبه مؤسسة الرئاسة فى مجال التعليم والبحث العلمى، وإيجاد حلول عملية وغير تقليدية وقليلة التكاليف لها نتائج سريعة نسبياً، إضافة إلى تحضير موجز سياسات لمشكلات التعليم والبحث العلمى فى مصر، وهى خطة قصيرة المدى، وسينسق المجلس بين جهات الدولة المختلفة المعنية بالتعليم والبحث العلمى التى للأسف كانت تفتقد التنسيق والتناغم فيما بينها، وسندرس النماذج الناجحة فى العالم وبناء شبكات تواصل مع المؤسسات الدولية، والجامعات، والأكاديميات فى مختلف دول العالم لتبادل الخبرات، أما الخطة طويلة المدى للمجلس فهى تهدف إلى تحويله إلى مؤسسة استراتيجية ثابتة كما هو فى الدول المتقدمة، ونعد استراتيجية للتعليم والبحث العلمى فى مصر والحزم التشريعية الخاصة بهما لـ30 سنة مقبلة. ■ ما المعايير التى اختير أعضاء المجلس على أساسها؟ – الرئاسة اطلعت على أكثر من 5 آلاف سيرة ذاتية، وأنشأت قاعدة بيانات، وتم الاختيار بناء على الكفاءة فى التخصصات المختلفة، فمتوسط عمر المجلس فى حدود 40 سنة، وفى أغسطس الماضى فوجئت بمكالمة هاتفية من مؤسسة الرئاسة تطلب منى الانضمام للمجلس، واجتمعنا فى 21 أغسطس الماضى، وتعرف الرئيس على الحضور وطرح كل عضو رؤيته للتعليم فى مصر، وتوقفنا كثيراً أمام كلمة قالها لنا الرئيس وهى أنه لا يريد أن نكون شعباً متعلماً فقط، ولكن شعب مفكر بطريقة أكبر، وبصراحة الرئيس كان واعياً جداً بمشكلات التعليم واعترف بأن جودة التعليم لم تكن على المستوى المطلوب.[FirstQuote] ■ ما طلباتكم من الرئيس السيسى؟ – أعضاء المجلس طالبوا الرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة الإعلان عن ثورة تصحيح للخطابين الدينى، والإعلامى، ليكونا شريكين لعملية النهضة التى يأملها الشعب المصرى، فالخطابان الدينى والإعلامى يعدان سلاحين يمكن استغلالهما فى توعية المواطن المصرى بحقوقة وواجباته، وقناة مباشرة تؤكد قيمة العلم والابتكار، وكان لهما دور سلبى فى إثارة الشارع المصرى، ونقل جملة من المعلومات المغلوطة، والفضائح التى لا ترتقى لمجتمع يريد نهضة شاملة، كما أن دور الإعلام فى التعليم لا يختلف عن المدرسة والجامعة، كما أن الخطاب الدينى له دور فى توعية الشارع بدور الإبداع والابتكار. ■ ما رؤيتكم للتعليم المصرى؟ – بصراحة هو نظام قائم على الحفظ والتلقين، المدرس فى نهاية شرحه للدرس يقول للطلبة «حفظتوا الدرس؟» ولا يسأل هل فهموا أم لا، وهذا للأسف يعكس مدى سوء النظام التعليمى، لأن المعلم تقاس نتائجه على نسب نجاح طلابه فى امتحان آخر العام، حتى أنظمة الامتحانات ليست هى الطريقة المثلى لقياس مدى استيعاب الطلبة، لذلك فالهدف هو تطوير منظومة التقييم لخلق منظومة تقيس القدرات على التفكير والإدراك، وبالتالى سر كبير من أسرار الأزمة هو طريقة قياس تحصيل الطلبة للعلم، لأن كل الطلبة والمدرسين يتكاتفون لتجاوز الامتحان فقط وهذا ليس معناه أن المعلم والطالب غير مبدعين، لكن المنظومة هى التى لا تساعدهم، ناهيك عن الكثافة العالية فى الفصول التى تعوق اهتمام المعلم بالطلبة، وسنسعى لإيجاد حلول لإشكالية اقتصاديات التعليم العالى كما ذكرت سابقاً، ويستحيل أن تسير هذه المنظومة بهذا الشكل دون تعارض مع الدستور، ولا بد أن يكون التعليم المجانى لمن يستحق، وليس من العدالة أن أعطيها لفرد يتعمد الرسوب فى الجامعة لسنوات حتى تفوته سن التجنيد أو تؤجله، نسعى لإجراء تعديلات بسيطة تغير العلاقة التعاقدية بين المواطن والدولة فى التعليم العالى بما لا يتعارض مع مجانية التعليم المكفولة فى الدستور، ومن أبرز القضايا الملحة الأخرى هى الاهتمام بتدريس العلوم والرياضيات وتطوير مناهجها وطرق تدريسها بما يتناسب مع المعايير الدولية ■ هل المجلس ضد نظام التعليم المجانى؟ – الخلل بدأ منذ الخمسينات، منذ أن بدأنا فى تطبيق نظام التعليم المجانى، دون أن نحسب الزيادة السكانية، والقدرة على الإنفاق على هذه الزيادة، فوصلنا إلى 20 مليون تلميذ بين مرحلة التعليم الأساسى والعالى ولا نستطيع توفير تعليم مناسب لهم لضعف الإمكانيات، والدولة مواردها محدودة، ويجب أن يشعر الجميع بأنهم طرف فى المشكلة، مثلما قال الرئيس السيسى، فمشكلتنا أنه حينما طبقنا مجانية التعليم كان لدينا 18 مليون تلميذ و1.7 مليون معلم وهى منظومة مكلفة، والدستور نص على مجانية التعليم حتى المرحلة الثانوية ونحن نحترم ذلك ولن يتم إلغاؤها، لكنه أيضاً لم ينص على مجانية التعليم العالى، لكنه مجانى لأننا تعودنا على ذلك.[SecondQuote] لكن هناك طلاباً يتعمدون الرسوب بالمرحلة الجامعية للحصول على التأمين الصحى أو لتأجيل التحاقهم بالخدمة العسكرية وغيرها، وهذا ليس عدلاً، والقانون الجديد ينص على تحمل الطالب الراسب تكاليف العام الذى سيرسب فيه، وهذا يعد عقوبة مباشرة لإهدار موارد الدولة. ■ كان لكم لقاء مع خبراء دوليين فى مجال التعليم.. ماذا دار فى هذا الاجتماع؟ – وضعنا خطة عمل لضمان التنمية المستدامة للمعلم الذى يعد المقوم الأساسى لتحسين العملية التعليمية فى مصر، ودكتورة حنان جودة مساعدة وزير التربية والتعليم للتطوير وضمان الجودة شاركتنا جلسات العمل واستعرضنا خطة متكاملة قابلة للتطبيق السريع لتدريب ورفع كفاءة المدرس، ومن المفترض حال موافقة مؤسسة الرئاسة واعتماد الخطة، أن يطبق هذا البرنامج التدريبى على 500 مدرس خلال فترة تتراوح من 8 إلى 12 أسبوعاً، على أن تطبق على نطاق أكبر بعد ذلك ثم تعمم على كل المدرسين بمصر الذين يقدر عددهم بـ1.7 مليون مدرس، فعلى مدى العقود الماضية لم يحظ المدرس المصرى بالرعاية الكافية، وأنه من المهم إعادة الرؤية الاجتماعية لوظيفة المدرس والإعلاء من قدره، وأن تتوافر الوسائل الحديثة لتقييم المدرس بطريقة عادلة وتحفيزه على العمل والتطوير، ولن تتحقق مثل هذه الخطوات دون العمل والتكاتف مع المؤسسات المعنية بالخطاب الإعلامى والدينى فى إطار الاهتمام بمنظومة القيم الأخلاقية والمبادئ وبناء العقول وإعادة صياغة الشخصية المصرية. ■ هل تؤدى الدولة الدور المنوط منها لمواجهة الأمية؟ – للأسف مصر تقع ضمن مجموعة دول الـ9 الأكثر أمية حول العالم، وبالتحديد فى المركز 6 من بين 200 دولة وهى عضو فى هذه المجموعة منذ سنوات، حيث إن حوالى 25 إلى 30% لا يعرفون كيف يكتبون أسماءهم، أى أكثر من ربع سكان مصر، وهذا رقم فلكى، ويؤدى إلى عدم الوعى والتطرف، والرئيس يؤكد لنا باستمرار ضرورة أن نسعى لخلق مواطن قادر على التفكير، وأكبر مشكلة تواجه الأمن القومى هى الجهل، ولو أن الشعب أكثر إدراكاً لأصبحنا أقوى بكثير. ■ ما تقييمك لأداء التعليم الفنى فى الفترة الحالية؟ – أكثر من 70% من خريجى التعليم الفنى لا يعرفون كيف يكتبون أسماءهم، ولهذا يجب هدم وإزالة التعليم الفنى وبناؤه من جديد لأنه مهم جداً، ونحن نرسم الآن خريطة للتعليم الفنى فى مصر لأنه معقد ومقسم بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى.